بقلم :يوسف خليل السباعي
في ندوة حول استعادة الأدوار الثقافية لمدينة تطوان التي نظمتها مؤخرا جماعة تطوان لم يفاجئني حضور الفنان التشكيلي محمد بوزباع، ولكني أدركت اهتمام هذا الرجل بالثقافة والسينما، ويأتي هذا الاهتمام من كونه يحب تطوان وما عرفته هذه المدينة تاريخيا من أدوار ثقافية وفنية وصحفية وتعليمية ينبغي الكشف عنها من جديد والبحث عن المضيء فيها، وليس الاحتفال بها فحسب، لأن تطوان الحاضر ثقافيا فهي تختلف كثيرا عن ماضيها، بالرغم من أنها تعرضت للكثير من التدهور والخمول، خلا بعض الأسماء والأصوات التي تتحرك هنا وهناك.
الاهتمام الآخر لبوزباع هو أنه فاعل في مجال الفن التشكيل الذي أصبح يتراجع مؤخرا بتطوان، وذلك لأسباب منها انكماش المؤسسات الثقافية الرسمية التي لاتتحرك، ولا تجعل من الواقع الثقافي والفني قاطرة للتنمية والتواصل، باستثناء بعض الفنانين التشكيليين الذين يتحركون نسبيا، لكن هذا لايكفي.
الاهتمام الأخير أن بوزباع كفنان تشكيلي يفرض ذاته ليس من الناحية التشكيلية، أو باعتباره فنانا محترفا يعاني كفنانين آخرين من الدعم، برغم استفادة بعض فناني تطوان، ولكن، لأنه يمارس الانتقاد، ويبين الضعف الثقافي والفني والنفاق المجتمعي، والوصولية الثقافية والفنية والتشكيلية، والتموقع الذي يريده الآخرون.
حضر بوزباع الندوة، فيما غاب الآخرون… وذاك شأنهم.