بعد شهر من انهيار السور.. مقبرة “خنداق الزربوح” تنتظر التدخل
لقد كرم الله الإنسان حيًا وميتًا، مما يدل على عظمة تكريم الله للبشر وضرورة احترامهم حتى بعد الوفاة، وذلك بمواراة جسدهم في الأرض التي خُلقوا منها. يقول الله تعالى: “منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى”. لكن في مدينة تطوان، يبدو أن هذا التكريم قد غاب عن أذهان المسؤولين، حيث لم يُبدوا اهتمامًا بالموتى، فكيف سيهتمون بالأحياء؟ مثال ذلك هو مقبرة “خنداق الزربوح” التي انهار سورها منذ ما يقارب شهر، دون أي تدخل يُذكر سوى وضع “المتاريس” من قبل السلطة المحلية كإجراء مؤقت لحماية الساكنة والأطفال، رغم أن هذا ليس من مسؤولياتها.
المفترض أن ينحصر دور السلطة في مراقبة الأوضاع وضمان تطبيق القانون، إلا أن تقاعس جماعة تطوان في التدخل بالعديد من الأحياء الشعبية بات واضحًا، مقارنةً بحرصها على التدخل في الأحياء الراقية مثل “الولاية”، “بوسافو”، و”المحنش”. هذا التمييز جعل سكان المدينة يشعرون بأن الجماعة تميز بين الأحياء، حيث يُهتم بالمناطق الراقية، بينما تُهمل الأحياء الشعبية مثل “خنداق الزربوح”، “طابولة”، “جامع المزرواق”، “كويلما”، و”سمسة”.
واليوم، يواجه المسؤول الجديد لمدينة تطوان، الباشا جواد مغنوي، تحديًا كبيرًا يتطلب منه التدخل العاجل. إذ يجب عليه تطبيق القانون ومساءلة رئيس الجماعة عن عدم التدخل في إصلاح وتنظيم مقبرة “خنداق الزربوح” وإزالة الركام المتراكم، لأن هذه المهمة من صميم اختصاصات الجماعة.
إن السور المتبقي للمقبرة مهدد بالانهيار في أي لحظة، فهو مائل بشكل خطير، مما قد يؤدي إلى كارثة إنسانية، خاصةً وأنه يطل على الطريق الرئيسية للحي. لهذا، تطالب ساكنة “خنداق الزربوح” السلطات بالتدخل العاجل لإزالة الركام، إعادة بناء السور بشكل كامل، وتعيين حارس ليلي لحماية حرمة الموتى.