مستشارو جماعة تطوان..انتقادات في الصالونات وصمت في الجلسات
في خطوة جديدة تؤكد تماسك أغلبيته، عقد رئيس جماعة تطوان، مصطفى البكوري، الدورة العادية لشهر أكتوبر وسط أجواء هادئة تميزت بالمصادقة على جميع النقاط المدرجة في جدول الأعمال. هذا الأمر يضع حداً لكل الأقاويل التي انتشرت مؤخرًا حول انقسام الأغلبية وفقدان الرئيس لسيطرته على المجلس. ورغم المحاولات المستمرة لتشويه صورة البكوري من طرف بعض المستشارين، إلا أن نتائج هذه الدورة أثبتت أن الواقع يخالف ما يُروَّج له في الصالونات السياسية والمقاهي بالمدينة.
المثير للدهشة أن بعض المستشارين الذين اعتادوا انتقاد الرئيس بشكل حاد في اللقاءات الجانبية، ابتلعوا ألسنتهم خلال الجلسة، بل وذهب البعض منهم إلى مدح أداء الرئيس والمكتب المسير. هذه الازدواجية في الخطاب تطرح العديد من التساؤلات حول دوافعهم الحقيقية، وتكشف عن وجود أجندات خفية تهدف إلى التشويش على عمل المجلس أكثر مما تعكس رغبة حقيقية في الإصلاح.
وفي الوقت الذي كان من المتوقع أن يظهر هؤلاء المستشارون مواقفهم بوضوح داخل الجلسة، فضّلوا التزام الصمت، وهو ما يعكس هشاشة موقفهم وعدم قدرتهم على مواجهة الرئيس بشكل مباشر. البعض الآخر ممن أخذوا الكلمة خلال الدورة، أظهروا نبرة تصالحية وتعاونًا مع الرئيس، على عكس ما يروّجون له في أحاديثهم مع الفاعلين المحليين، مما يؤكد أن هذه الانتقادات ليست سوى حبر على ورق، هدفها كسب تعاطف الشارع وتشويه صورة البكوري بدون أسباب وجيهة.
في الأشهر الأخيرة، ظهرت سلسلة من الإشاعات والأقاويل التي تستهدف مصطفى البكوري، كان من أبرزها الحديث عن تلقيه استفسارات من السلطات الوصية حول خروقات مزعومة في تدبير بعض الملفات، مثل رخصة الماء والكهرباء لأحد المنازل العشوائية، وموضوع قرار الهدم، وترخيص لتجزئة سكنية بعدما كانت مساحة خضراء . هذه الأقاويل، رغم انتشارها بشكل واسع، تظل غير مؤكدة ولا تتعدى كونها محاولة للتأثير على الرئيس والضغط عليه.
مصدر مقرب من البكوري نفى كل هذه المزاعم، مؤكدًا لموقع “تطوان7” أن هذه الشائعات مصدرها جهات داخل المجلس تسعى للانتقام من الرئيس بعد أن قطع الطريق أمام ممارسات غير قانونية كانت تُدار بها الجماعة في السابق. وأضاف المصدر أن بعض اللوبيات التي لم تجد مصالحها مع الرئيس الحالي لجأت إلى هذه الأساليب الملتوية في محاولة لتشويه سمعته وإضعاف موقفه داخل المجلس.
ما يظهر بوضوح من خلال متابعة هذه الأحداث هو أن جزءًا من المستشارين يفضلون لعب دور المعارض الخارجي دون أن يكون لديهم الجرأة لمواجهة الرئيس داخل الجلسات الرسمية. هذا التناقض يُظهر أن هذه الأطراف لا تملك سوى إثارة الزوابع في الخارج، في حين تظل عاجزة عن إحداث تغيير حقيقي أو تقديم بدائل واضحة لإدارة شؤون الجماعة.
السؤال المطروح هنا: هل يعكس هذا التناقض ضعفًا في مصداقية المستشارين أم أنه مجرد صراع نفوذ يسعى من خلاله البعض إلى إضعاف موقف الرئيس في أفق تحقيق مكاسب شخصية؟ يبدو أن الهدف الأساسي هو ممارسة ضغط على البكوري للتراجع عن قراراته الصارمة التي وضعت حدًا لممارسات مشبوهة كانت تُدار بها مصالح الجماعة في السابق.
في ظل هذه التجاذبات، يبقى مصطفى البكوري في موقع قوة، محاطًا بأغلبية صلبة تتماسك رغم محاولات زعزعتها. بينما يجد المستشارون المعارضون أنفسهم في موقف حرج، متأرجحين بين الانتقاد في الصالونات السياسية والتأييد العلني في الجلسات الرسمية. ومع استمرار هذه الوضعية، ستبقى جماعة تطوان في مواجهة معارك سياسية قد تؤثر سلبًا على التنمية المحلية، ما لم يتم وضع مصلحة المدينة فوق الحسابات الشخصية.