السباعي يكتب :مظلة اليابانية
بقلم :يوسف خليل السباعي
مايروقني، آه… مايعجبني، لأن هناك أناس لايفهمون، في المرأة اليابانية ليس جمالها، فالجمال، كيفما كان، سيندثر في يوم من الأيام، وإنما صلابتها ورقتها في آن واحد…
وعندما تلتقي بامرأة يابانية لا تنظر إليك، قد تنظر بسرعة، وقد لاتنظر بتاتا. ماتفعله أنها تمشي، وتجلس، أو تمشي، ففي المشي حركة.
اليابانية فمها غير مفتوح على الابتسامة، ولكنها تشعر بقوتها، وهي تتصرف بذكاء مع الرجال؛ إني أتكلم عن امرأة يابانية تعرفت عليها ذات ليلة، لايهمكم الفضاء الذي التقيت فيه معها، وحتى إسمها لايهمكم.
إنها تتكلم بلغات متعددة، ولكنها تحترم لسانها، الذي هو لسان مجهول بالنسبة إلي، وعندما تتكلم باليابانية أحترمها، وأحترم لسانها.
اليابانية لا شأن لها بالقيل والقال، واضحة، أتكلم عن امرأتي اليابانية، تحترم الحياة الخصوصية لأي أحد، وأسرارها لاتكشفها، لاتبوح بها، لأحد.
منذ أيام، التقيت، بالمصادفة، بتلك المرأة اليابانية، مارة مر الكرام في شارع محمد الخامس أمام مقهى الزهراء، كانت تحمي نفسها من شمس قاسية بالمظلة، لم تكثرت لأحد، لأن عندها ثقة بنفسها. اكتفت بالتحية فقط، تبادلنا النظرات، كانت عيونها سحرية، مفتوحة، لكنها لم تبتسم، فابتسامة اليابانية قيمتها نفيسة، لاتوزعها على الهوى، ثم تابعت مشيها. آه سيرها. لا خطوها… إلى أين راحت… لايهمني الأمر… لربما راحت عند صديقتها ماسامي في بيتها الذي اكترته من أحد الملاك بمدينتنا “السعيدة”، و”الفاتنة”.