موجات الهجرة غير الشرعية بمليلية تدفع مدريد إلى طلب مساعدة الرباط
دفعت التطورات الأمنية التي تعرفها المعابر الحدودية بسبتة ومليلية السلطات الإسبانية إلى فتح قنوات التواصل مع المملكة المغربية قصد مواجهة “موجات الهجرة” المكثفة خلال الأيام الفائتة، نظرا إلى تسلل مئات المهاجرين غير النظاميين إلى المدينتين المحتلتين في ظرف زمني قصير.
وأثار ذلك توجس السلطات الأمنية الإيبيرية التي تتخوف من تدفق “موجات الهجرة” إلى مدريد، خاصة في ظل نزوح عشرات الأوكرانيين إلى المدن الأوروبية بسبب التوتر العسكري بين كييف وموسكو؛ وهو ما جعل موضوع الهجرة غير النظامية يعود إلى واجهة النقاش السياسي من جديد داخل “قصر المونكلوا”.
خوسيه مانويل ألباريس، وزير الشؤون الخارجية الإسباني، أكد أن “مدريد على اتصال دائم بالرباط من أجل تصحيح الأوضاع الأمنية بتلك المعابر”، مبرزا، بحسب تصريحات صحافية، أن “السلطات المغربية تبذل قصارى جهدها للحد من تدفق المهاجرين غير النظاميين إلى سبتة ومليلية”.
وحاول نحو 1200 مهاجر، أمس الخميس، عبور السياج العالي إلى مدينة مليلية المحتلة، وقد نجح 350 منهم في تحقيق ذلك، كما أعلنت إدارة الثغر، على أساس أن 2500 مهاجر سعوا قبل يومين إلى القيام بالخطوة نفسها؛ لكن نجح نحو 500 منهم في العملية.
محمد شقير، باحث في الشأن السياسي الدولي، قال إن “إسبانيا لا تستطيع مواجهة أزمة الهجرة لوحدها؛ ما يدفعها إلى ربط الاتصال بالمغرب على الدوام للتنسيق بخصوص العمليات الأمنية المشتركة”، موردا أن “المغرب يتوفر على الإمكانيات اللازمة لمساعدتها على ذلك”.
وأضاف شقير، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن “تدفق موجات الهجرة بالثغرين المحتلين يدق ناقوس الخطر لدى مدريد، حيث تسارع إلى طلب مساعدة السلطات المغربية لوقف ذلك”، مشيرا إلى أن “مدريد تعيش حالة استنفار بسبب نزوح الأوكرانيين إلى المدن الأوروبية في الأيام المنصرمة”.
وتابع المتحدث بأن “توالي عمليات الهجرة بسبتة ومليلية، بالموازاة مع الأزمة الأوكرانية، جعل إسبانيا تستبق أي عملية كبرى في المستقبل، لا سيما أن نجاح العشرات في عبور المدينتين يدفع بقية المهاجرين إلى الرفع من وتيرة عمليات الهجرة غير النظامية”.
وخلص الباحث الأمني إلى أن “مدريد تنسق مع الرباط بخصوص الملفات الأمنية الشائكة، رغم التوتر الدبلوماسي بين العاصمتين؛ لأنه ليس من مصلحتهما وقف التعاون في مجال الهجرة غير النظامية”، خاتما بأن “إسبانيا تعرف، حاليا، موجات الهجرة من الشمال والجنوب في وقت موحد”.