التمسماني .. حكاية بارون مخدرات يتقلب بين يدي اللامن الأوروبي والعدالة المغربية

أفاد متحدث باسم وزارة العدل البلجيكية أن السلطات البلجيكية سلمت رشيد التمسماني للمغرب في الرابع من غشت الجاري، والذي كان مبحوثا عنه في قضايا تتعلق بالاتجار الدولي للمخدرات.

وشكل توقيف بارون المخدرات السابق “رشيد التمسماني” صدمة للكثير من معارفه الذين عايشو الرجل ويعرفون تاريخه ومواقفه التي شكلت استثناءا في عالم المخدرات بمدينة تطوان والمغرب.

ونقلت صحيفة “Hln”البلجيكية، أن التمسماني كان مطلوباً من قبل كل من الشرطة الإسبانية والمغربية بتهمة تهريب المخدرات. وأشارت إلى أن الموقوف، كان رجل أعمال ذا قيمة في المغرب وترأس نادي المغرب تطوان لكرة القدم، وربط علاقات وثيقة في ميادين الرياضة والسياسة وأنشأ شبكة دولية لتهريب المخدرات من جبال الريف.

وتقول مصادر الجريدة ، أن علاقات الرجل لم تقتصر عند حدود النافذين والمشاهير، بل كان النسيج الأقوى فيها ارتباطه بأهله وأصدقاءه التي كان عنوانها الأبرز مواقفه الانسانية وأعماله الاجتماعية التي جعلته محبوبا في مدينة تطوان من كل من التقاه أو صادفه.

وحسب نفس المصادر ، فإن التمسماني نجا سنة 1996، بصعوبة من حملة التطهير التي قادها وزير الداخلية السابق الراحل ادريس البصري ضد بارونات المخدرات بالشمال، قبل أن يتم اعتقاله بعد أربع سنوات في كوستا ديل سول بإسبانيا ليحكم بالسجن عشر سنوات.

وبعد إطلاق سراحه، استأنف نشاطه التجاري الممنوع، وبين عامي 2016 و 2021 ارتبط إسمه مرة أخرى بتهريب شحنات كبيرة من المخدرات من المغرب.

رشيد التمسماني ، ولد من أسرة ميسورة بوسط مدينة تطوان وأكمل تعليمه في غرناطة الاسبانية، برز نجمه في نهاية الثمانينات وبداية التسعينات ليتحول إلى أحد أبرز عرابي تجارة المخدرات بين المغرب وأوروبا .

الكثيرون من ابناء تطوان والقرى المجاورة يحكون مناقب الرجل وتواضعه ومواقفه الانسانية التي طبعت سيرته منذ كان شابا خجولا بين زملائه في اقسام الدراسة.

قصص كثيرة تحكى عن الرجل ومناقبه الكثيرة تجعل من خبر توقيفه صاعقة أحزنت الكثيرين، الذين ينتظرون بفارغ الصبر نهاية هذه القضية بعودة “رشيد” الى حريته التي حرم منها بسبب مكالمة هاتفية كانت كافية لتوريطه في ملف يجزم المقربون منه أنه بريء منه.