هذه الجرأة على ملك المغاربة.. لماذا؟!
ليس غريبا أن تتيه إرادة بعض الذين جعلوا من السياسة الدولية ممارسة عشوائية تضرب المروءة والمنطق والخلاف والاختلاف والعقل. فأن يكون استثمار ما هو عفوي يرجح الكفة الإنسانية في الحياة العادية، إلى ما هو سياسي لإثارة الرأي العام الخاص المغربي. هو نفسه ما يعيد طرح المشركين في تساؤلهم عن النبي صلى الله عليه وسلم، قوله تعالى (وَقَالُواْ مَالِ هَٰذَا ٱلرَّسُولِ يَأْكُلُ ٱلطَّعَامَ وَيَمْشِى فِى ٱلْأَسْوَاقِ ۙ لَوْلَآ أُنزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ فَيَكُونَ مَعَهُۥ نَذِيرًا).
غير أن مشركي هذا العصر ليس غرضهم إثارة نقاش يرقى بأي حدث إلى كونه حدث، بل هدفهم إثارة الفتن واختلاق الأكاذيب باستثمار مقومات التصور المرتبط بمجال ترويج الصورة، لذا جاء النقاش الفارغ في مبناه ومعناه حول فيديو لملك مغربنا الحبيب بعبارات أقل ما يعبر عنها، أنها تعاليق بليدة من خلال محاولة مس عفويته في التعامل مع محيطه ومحبيه كمغاربة وغير المغاربة، مما يبرز نوعا من السعار الغير مبرر من طرف بعض من له مصلحة في خدش مشاعر المغاربة بالمس برمزيتهم في الوحدة والاستقرار والأمان والاستمرار.
ولا شك أن ما يبرهن على فشل النظم الدبلوماسية لخصوم المغرب في المس بمصالحه وبنائه، أن قشرية العقول بدأت تبحث عن كل ما هو خاص، بعد أن استنفذت جهدها في كل ما هو عام سياسيا واقتصاديا وحتى اجتماعيا، والتقدم الدبلوماسي المغربي في قضايا وطننا وعلى رأسها وحدتنا الترابية، أخرج الخصوم عن منطق الجادة والصواب، إلى منطق التحايل والأعراض، غير أن هذه الجرأة على ملك المغاربة في مجملها جاءت حكما فاصلا أن الذي يخاصم المغرب للأسف يخاصمه بحقد يعكس شخصية تحمل في كنه تفكيرها وقلبها البحث عن كل منافذ التفتيث والتشتيت والبحث عن نزيف الفوضى، لكن معادلة الخصوم جاءت كسحرة فرعون لا هي حققت هدفها ولا هي أبهرت متتبعيها، ليكون باب الخروج في الاخير من هذا الفيديو، ما يلي:
– ملك يمثل شعبه وشعب معلق بملكه،وهو المبدأ الذي لا يختلف عليه حال الواقع وشهادة التاريخ، فالمغاربة لا يخرجون للشارع غصبا لاستقبال ملوكهم، وإنما هو ارتباط بما آلت إليه الشرعية التاريخية والثقافة التراثية، وكذلك الثوابت الدينية التي جعلت مقياس الارتباط مرتبط بمقياس الأمن الروحي، وملك المغرب في شرعيته الدينية عند المغاربة أميرا للمؤمنين وحامي الملة والدين.
– ملك خلق من دول الجوار منافسين فاشلين، حيث أن إرادته السياسية غيرت معالم المغرب في عشرين سنة، وجعلت سعار حتى بعض الدول الأوروبية يخرج عن نطاق المعقول، فسياسة جنوب جنوب والعودة للاتحاد الإفريقي، والتدبير الاستراتيجي لما هو اقتصادي وأمني، سحب البساط من المنافسين ليكون المغرب ذا شرعية لكل من أراد التمدد داخل إفريقيا من الدول العظمى ، لا يتأتى إلا عن طريق بوابته، المغرب، مما يجعل حال اللبس المقترن عندهم في فك عزلتهم البحث عن ما هو ذاتي لشخص الملك والسعي لتوظيفه باليات إعلامية للمس بشخصه.
– ملك التحدي المتساوي مع رهانات التنمية، وهذا التحدي خاصة في ترسيخ مبدأ وحدتنا الترابية التي كانت واضحة المعالم في خطابه الأخير، الذي جعل مفصل العمل الدبلوماسي المغربي المحاط بالمصلحة المشتركة مشروط بالاعتراف الصريح والكامل بوحدتنا الترابية، والخطاب الأخير بعثر أوراق سياسة الدول التي لها مصلحة في الموضوع، حيث صارت مسعورة وفاقدة للبوصلة السياسية التي ترشدها للعمل الجاد.
– ملك ورث عن جده ( صلى الله عليه وسلم) لباس التواضع، وهو الحال الذي كان عليه في كل المحطات الاجتماعية، التي لولا شغف الناس بحبه لكان بدون حرس في استقبالهم، مما يفتح المجال على مصراعيه لتدقيق الملاحظات حول شخصه وحركاته وكلماته، فهو رمز أمة تاريخها يضرب في عمق المجد والبناء الحضاري والإنساني.
إن على خصوم المغرب معرفة أن المساس بشخص الملك أو بأي رمز من رموز المغرب، لا يزيد المغاربة إلا ارتباطا وتمسكا بشعار المملكة الخالد( الله، الوطن، الملك).