“ميسي الحشيش” وزعماء المخدرات يسلمون كريم البقالي لتخفيف الضغوط الأمنية في المضيق
كشفت صحيفة “ناركودياريو” الإسبانية عن تفاصيل مثيرة تتعلق بتسليم كريم البقالي، أحد أبرز تجار المخدرات في منطقة المضيق، وذلك بعد تورطه في جريمة قتل حارسين مدنيين في بلدة بارباتي الإسبانية.
أفادت الصحيفة بأن كريم البقالي، الذي يبلغ من العمر 32 عامًا، كان مستهدفًا من قبل الشرطة الإسبانية منذ وقوع الجريمة، لكنه بقي متخفياً في المغرب لفترة طويلة قبل أن يُجبر على تسليم نفسه. وجاء هذا التسليم نتيجة لضغوط من زعماء المخدرات في المنطقة، بقيادة عبد الله الحاج صادق المنبري، المعروف بلقب “ميسي الحشيش”.
بحسب التقرير، لم يُعجب زعماء المخدرات في طنجة بما حدث في بارباتي، إذ اعتُبر مقتل الحارسين المدنيين تجاوزًا للخطوط الحمراء. ويُعد هذا الأمر ضربة لعملياتهم، حيث يعتبرون أن استهداف المدنيين أو قوات الأمن يشكل خطرًا كبيرًا على استمرار تجارتهم غير المشروعة.
“ميسي الحشيش”، الذي يتمتع بنفوذ كبير في منطقة المضيق، كان أول من أبدى غضبه من الجريمة، وتحرك بسرعة لتوجيه الأمور نحو تسليم البقالي، الذي تأكدت تورطه وفق الأدلة التي جمعتها الشرطة الإسبانية. وقد تم الاتفاق بين “ميسي” وبقية زعماء المخدرات على تسليم البقالي لتخفيف الضغوط الأمنية على المنطقة.
أشارت “ناركودياريو” إلى أن الاتفاق على تسليم كريم البقالي لم يكن سهلاً، حيث كان محيطه يسعى لحمايته خوفًا من الحكم الذي ينتظره في إسبانيا. ومع ذلك، وبفضل تدخل “ميسي الحشيش” وقادة آخرين، تم إجبار البقالي على تسليم نفسه واعتمد على استراتيجية قانونية تتضمن الاعتراف بالجريمة مع محاولة الادعاء بأنها كانت غير عمدية، رغم أن الفيديوهات التي توثق الجريمة تشكل تحديًا كبيرًا لمحاميه.
من جانب آخر، كشفت الصحيفة أن تسليم البقالي جاء بعد تصاعد الضغوط الأمنية في المنطقة، إذ شهد الساحل الأندلسي حملات مكثفة من قبل السلطات الإسبانية، نتج عنها العديد من الاعتقالات ومصادرة كميات كبيرة من المخدرات. وقد أثرت هذه الضربات على شبكات تهريب الحشيش في المنطقة بشكل لم يُر منذ عام 2018، وهو ما دفع زعماء الجريمة إلى محاولة التفاوض لتخفيف هذه الضغوط عبر تسليم البقالي.
يبقى السؤال الآن ما إذا كانت السلطات الإسبانية ستخفف من حملاتها في منطقة المضيق بعد هذا التسليم، وهو ما يراه البعض ممكنًا في ظل الرغبة المشتركة بين بعض الأطراف في تحقيق نوع من التوازن بين مكافحة الجريمة والحفاظ على استقرار المنطقة.