18 مارس.. اليوم العالمي لإعادة التدوير بين الفرصة والتهديد ..!
تطوان7/عادل أسكين
يحل علينا اليوم العالمي لإعادة التدوير ليذكرنا بأن ما نعتبره “نفايات” قد يكون في الواقع موردًا ذا قيمة، وأن مستقبل بيئتنا يعتمد على قدرتنا على تبني عادات جديدة ومستدامة.
إعادة التدوير ليست مجرد عملية بيئية، بل هي مسؤولية جماعية تساهم في تقليل استهلاك الموارد الطبيعية وتقليل التلوث.
لكن في بعض المناطق، تحولت فكرة التدوير إلى سلاح ذي حدين، حيث يتم استغلالها لإعادة إنتاج نفايات أكثر خطورة على البيئة والإنسان، مثل الأكياس البلاستيكية المعروفة بـ”الميكا”، والتي لا تزال تغزو أسواقنا رغم الحظر القانوني في ظل قلة الوعي الجماعي والتواطؤ الرشوائي. هذه المواد ليست مجرد مخلفات عادية؛ بل هي قنابل بيئية مؤجلة، تلوث التربة والمياه، وتؤدي إلى نفوق الحيوانات، بل وتتسرب إلى السلسلة الغذائية للإنسان عبر المنتجات الزراعية والمياه الجوفية.
في تطوان، نلاحظ استمرار تدفق هذه الأكياس من بعض الجماعات المجاورة لمدينة تطوان في مناطق نصبت بعناية متخفية خلف أوراش أخرى بأبواب مغلقة، حيث يتم تصنيعها وترويجها بعيدًا عن أعين الرقابة. وهذا يعكس ثغرات لدى الذين يفترض فيهم تطبيق القانون، ولكن استفحال “الميكا” يكشف عن غياب وعي بيئي حقيقي لدى بعض المستهلكين والتجار خصوصا.
اليوم، ونحن نحتفل بهذا اليوم العالمي، علينا أن نتساءل: هل نريد إعادة التدوير من أجل بيئة نظيفة أم من أجل إعادة إنتاج التلوث؟
الرهان الحقيقي اليوم هو نشر ثقافة التدوير الإيجابي، الذي يعتمد على تحويل النفايات إلى موارد نافعة، وليس إلى مخاطر جديدة. إن إعادة تدوير الورق، الزجاج، والمعادن هي خطوات نحو مستقبل أكثر استدامة، أما الاستمرار في إنتاج الملوثات تحت غطاء “التدوير”، فهو ببساطة مساهمة في أزمة بيئية متفاقمة.
إذا كان العالم ينظر إلى إعادة التدوير كأمل لمستقبل أفضل، فإن مسؤوليتنا كمجتمع هي ضمان أن يكون هذا الأمل واقعًا وليس مجرد شعار. لا يكفي أن نحتفل بهذا اليوم، بل علينا أن نغير سلوكياتنا، ونضغط على الجهات المختصة لتشديد الرقابة، ونتبنى بدائل أكثر استدامة. فالمعادلة واضحة: إما تدوير نظيف يحمي كوكبنا، أو تدوير زائف يهدد حياتنا وحياة أولادنا!
هادي حياتي وحياتك وحياة ولادنا
عيق وفيق أسي البيدق ..عفوا البريق