ads x 4 (2)
ads x 4 (3)
ads x 4 (4)

عندما يصبح السمك عدوًا للإنسان!

تطوان7/عادل اسكين 

في واد مرتيل، حيث البحر مصدر رزق وحياة، تتسلل ممارسات خفية تهدد كل شيء: الثروة السمكية، البيئة، وحتى صحة الإنسان. قلة من الصيادين التقليديين، مدفوعين بالجشع، يلجؤون إلى استخدام السلال المغلقة غير القانونية، غير مكترثين بالعواقب.

والأخطر من ذلك، أنه عند فقدان هذه المصايد وسط البحر، تتحول إلى فخاخ مميتة، حيث تتكدس الأسماك دون أن يتمكن أحد من اصطيادها، مما يتسبب في هدر الثروة السمكية وتفاقم التلوث البحري. فهذه الأدوات، التي صُممت للإيقاع بالأسماك، تتحول إلى مصائد دائمة لا ترحم، تواصل قتل الكائنات البحرية حتى بعد تخلي الصيادين عنها، مدمرة بذلك التوازن البيئي.

 

لكن الكارثة الحقيقية لا تقتصر على طريقة الصيد فقط، بل تمتد إلى ما يوضع داخل هذه السلال من طعوم ملوثة: جيف متحللة، بقايا دجاج نافق، وأسماك متعفنة، تتحول كلها إلى غذاء سام للكائنات البحرية… وللإنسان في نهاية المطاف! لم يعد الأمر يتعلق بمجرد انتهاك لقوانين الصيد، بل بجريمة في حق الصحة العامة. السمك الذي كان يومًا رمزًا للغذاء الصحي أصبح مخزنًا للسموم، ينقل إلى موائدنا ما امتصه من تعفن وفساد. والمستهلك، غير المدرك لما يجري في أعماق البحر، يدفع الثمن بصحته دون أن يدري.

 

هذا الواقع الكارثي لا يمكن أن يستمر، فلا يكفي أن نلقي باللوم على المخالفين، بل يجب أن تتحرك الجهات المسؤولة بحزم. أين الرقابة؟ أين العقوبات الرادعة؟ متى يتم فرض قوانين صارمة تحمي البحر والإنسان معًا؟

ما يحدث اليوم في سواحل ضفتي واد مرتيل ليس مجرد تجاوزات فردية، بل إعلان حرب على النظام البيئي والصحة العامة. فإما أن نقف لمواجهته الآن، أو ننتظر اليوم الذي يصبح فيه السمك، الذي لطالما كان رمزًا للحياة، سببًا للموت البطيء…

هادي حياتي وحياتك وحياة ولادنا!

عيق وفيق آ سي البيدق … عفوا آلبريق..

error: Content is protected !!