ads x 4 (2)
ads x 4 (3)
ads x 4 (4)

رمضان الخير… مطر يسقي الأرض والأمل

تطوان7/عادل أسكين

منذ بداية شهر رمضان المبارك والأمطار تتوالى على ربوع بلادنا بسخاء يذكرنا بأيام الطفولة حين كانت السماء تنفتح بركاتها بلا انقطاع، فتخضر الحقول وتمتلئ السدود وتنبعث الحياة في الأرض والأنفس، ها نحن اليوم نشهد ذات المشهد وكأن الزمن عاد بنا إلى تلك السنوات التي كانت فيها الأمطار جزءا من ذاكرة الفصول، حيث كان المطر أكثر من مجرد قطرات تتساقط بل كان رمزا للخير والبركة.

هذا العام، بعد فصول عجاف من شح المياه وتراجع المخزون المائي، جاءت هذه التساقطات الغزيرة لتملأ السدود عن آخرها وتبث الطمأنينة في نفوس الفلاحين والساكنة على حد سواء. فمشهد السدود وهي تتدفق بالمياه بعد أن كانت تتآكلها الفراغات، يعيد إلينا الأمل بأن الأزمة المائية التي أرهقت الجميع، قد تنفرج بفضل هذا العطاء الإلهي.

إن ما يميز هذه الأمطار ليس فقط كثافتها أو توقيتها بل تزامنها مع شهر رمضان وكأن السماء استجابت لدعوات الملايين ممن رفعوا أكفهم تضرعا طلبا للغيث والرحمة، هذه الأمطار التي نزلت ونحن في رحاب هذا الشهر الفضيل تحمل معها رسالة رمزية عميقة، أن الخير لا ينقطع وأن رحمات الله تنزل متى شاء وكيف شاء.

لكن، هل سيقتصر هذا السخاء على الطبيعة فقط؟ نتمنى أن ينعكس هذا الخير على حياة المواطنين، وأن يمتد أثره إلى السياسات الاقتصادية والاجتماعية، بحيث يشعر المواطن المغربي بثمار هذا العطاء في معيشه اليومي، لأن الغيث الحقيقي هو الذي يروي عطش الأرض وعطش الإنسان إلى العدل والكرامة والعيش الكريم.

مع دخول فصل الربيع لا يزال المطر يتهاطل، كأن الطبيعة تحتفل بنهضة جديدة، تدعونا جميعًا إلى التأمل في دورة الحياة التي مهما بدا أنها تتعثر، فإنها لا تنقطع. وكما عادت الأمطار، لا بد أن يعود الأمل في مستقبل أكثر إشراقا، يكون فيه الخير موزعا بعدالة وتكون بركات السماء دافعًا لصناعة غد أفضل لجميع المغاربة.

إن رمضان هذا العام لم يحمل إلينا أمطار الخير فحسب، بل ذكرنا أن الأمل في التحسن دائما ممكن، وأن ما تجود به السماء قد يكون إشارة لما يمكن أن تجود به الأرض، إذا اجتمع الصدق في النوايا والعمل في الميدان.

error: Content is protected !!