غباء بذكاء… وسقوط في حفرة جحا
تطوان7/عادل أسكين
في عالم يعج بالأفكار المتشابكة، هناك دائما من يعتقد أنه الأذكى والأدهى والأقدر على التلاعب بالآخرين، شخصيات تتقمص دور “العبقري” لكنها في الحقيقة لا تتجاوز حدود الغباء المفرط، هؤلاء يتفننون في حياكة المكائد وكأنهم يعيشون في مسرحية هزلية يظنون أنهم أبطالها لكنهم أهزل كومبارسه، والواقع يكشف أن ذكاءهم المزعوم ليس سوى وهمٍ يسقطهم في نفس الحفر التي يحفرونها للآخرين تماما كما سقط جحا في حفرته ذات يوم.
الغريب في الأمر أن هذا النوع من “الأذكياء” يعتقد أن الحياة سباق دائم للتحايل والالتفاف على القيم متناسين أن الذكاء الحقيقي لا يقاس بمدى قدرتك على خداع الآخرين بل بمدى صلاحك وخيرك فالذكي حقا هو من يزرع الخير ليحصد مثله وليس من يحرث أرض الشر ويظن أن محصوله سيكون نجاحا دائما.
إننا، كمؤمنين، نؤمن بأن الأرزاق مقسومة، وأن سعي الإنسان ما هو إلا سبب لتحصيل ما كتبه الله له، فلا شيء ينتزع بالقوة أو بالحيلة يدوم ولا أحد يستطيع أن يأخذ ما ليس له ولو اجتهد في ذلك ليل نهار.
وفي هذه الليلة المباركة لا يسعني إلا أن أدعو لهؤلاء بأن يبصروا الحق وأن يسلكوا طريق الرزق الحلال، فالرزق النقي لا يأتي بحيلة فاسدة ولا يطرق بابا مشبوها، رزقك سيصلك حين يقدره الله فلا تستعجله ولا تستبدله بما يلوثه.
أدعوا لهم جميعا أن يهديهم الله إلى الصواب وأن يفهموا أن السقوط في حفرة صنعوها بأيديهم ليس ذكاء بل غباء يتنكر بذكاء زائف لوقت قصير حتى وان طال في نظرك ففي النهاية كما تدين تدان وكما تزرع تحصد.