ads x 4 (2)
ads x 4 (3)
ads x 4 (4)

حين تفرض الحياة حروبها..لا مجال إلا للنصر

تطوان7/عادل أسكين

لا ينتظر المحارب المثالي ساحة معركة منظمة ولا نداء بوق رسمي.
أحيانا تفرض عليك الحياة حروبها فجأة، دون مقدمات، وتجد نفسك بملء وجودك، أمام معركة عنوانها أن تبقى واقفا أو أن تنكسر إلى الأبد.

في مثل هذه اللحظات لا يكون أمامك ترف الاختيار، لا مجال إلا للنصر، لا مهرب إلا إلى الأمام.

لست أكتب عن النصر من موقع التنظير بل أكتب وقد صنعتني معارك متعددة كالتكوين الجامعي في القانون وعلم الاجتماع، التجارب الميدانية القاسية، المسؤوليات التي خضتها كسياسي، وكجمعوي، وكمهني، وقبل كل ذلك كإنسان واجه الحياة عاريا من الألقاب إلا من إرادته الصلبة.

كل تلك المحطات لم تكن مجرد مشاهد عابرة بل كانت تدريبات مستمرة لصقل شخصية لا تعرف الهزيمة النفسية.

تعلمت أن الانتصار لا يأتي بالسلاح وحده بل بالقلم والكلمة، بالموقف النزيه، بالخبرة المتراكمة، وبالشجاعة في مواجهة الذات والآخرين.

في قلب هذه التجربة كان للصحافة دور مركزي كسلاح رمزي وفكري بالغ الأهمية، باعتبارها السلطة الرابعة، كانت وما تزال أداة التغيير الإيجابي الأولى.

فالصحافة الحقيقية تفرض علينا أن نتواجد حيثما يصعب التواجد في هاته الأزمنة المشوشة، في الأمكنة العصية، بين الناس، بلا بدلات رسمية، بلا امتيازات خاصة، مجرد أفراد عاديين يحملون هم الحقيقة ويناضلون من أجل أن يكون للصوت الحر مكان في هذا الضجيج.

بالفعل، كانت الصحافة سلاحي الذي لا يصدأ وحروفي كانت أسلحتي النظيفة في معارك الدفاع عن الوعي، عن الحق، عن الإنسان.

قال نيتشه: “من لديه سبب للعيش يمكنه تحمل كل شيء.”
وقد وجدت أن السبب الحقيقي للقتال كان دائما الحفاظ على جوهر الإنسان داخلي، ضد كل تشويه، وضد كل محاولة لكسر الروح.

أن تنتصر لا يعني أن تسحق الآخر بل أن تظل وفيا لنورك الداخلي، أن تبني داخل روحك حصنا لا تهدمه الرياح، ولا تغزوه العواصف، أن تواصل المسير، وإن ترنحت خطواتك، وألا تتخلى أبدا عن المعنى الذي يقودك.

في النهاية، الحرب مستمرة، والنصر الحقيقي ليس لافتة ترفع، بل روح تظل مشتعلة.حين تفرض الحياة حروبها عليك، تذكر جيدا أن لا مجال إلا للنصر،فالهزيمة الوحيدة الممكنة هي أن تفقد نفسك، وما دمت تملكها، فأنت منتصر مهما اشتدت العاصفة.

error: Content is protected !!