لم تعد وضعية نادي المغرب التطواني تثير القلق فقط في نفوس جماهيره، بل أصبحت تشكل مصدر تهديد حقيقي لتاريخ الفريق في المنظومة الكروية المغربية، وهو الذي كان إلى وقت قريب يعد واحدا من أعمدتها والمتوج بأول لقب ” احترافي ” بالبطولة الوطينة لكرة القدم في فترة رئيسه الذهبي ” عبد المالك أبرون “.
خمس سنوات من تولي ” رضوان الغازي ” مهام تسيير النادي، وهذا الأخير يعاني الأمرين سواء من الناحية الرياضية أو المالية، وكان دائما ما يحاول في خرجاته الإعلامية تصريف أزمته الداخلية وتعليق شماعة فشله على الفترة السابقة، ودون أن يبادر لتحمل مسؤوليته الكاملة كرئيس فعلي يستوجب عليه القطع مع الماضي مادام قبل الوضع على ما هو عليه.
لكن دون أن تضع مقص ” المحاسبة ” على رقبة الغازي ومكتبه المسير
النزول للقسم الثاني كان أولى كبوات ” الغازي ” على رأس الفريق، قبل أن يعالج الوضع في أسرع وقت والعودة مجددا لقاعدة الكبار ضمن الدوري الاحترافي، والفوز مرة أخرى برئاسة الفريق لولاية ثانية من أربع سنوات، كانت معه الجماهير تمني النفس بالقطع مع التسيير العشوائي ووضع استراتيجية وبرنامج لإعادة الفريق لمكانته المعهوة وعلى الأقل ضمان الاستقرار المالي الذي لم يحدث قطعا.
السلطات المحلية والمنتخبة تتحمل جزءا كبير مما آل إليه وضع النادي، ذلك أنها كانت تتدخل من منطق الغيرة وضمان استقراره ودعمه لتجاوز أزماته المالية المتكررة، لكن دون أن تضع مقص ” المحاسبة ” على رقبة الغازي ومكتبه المسير لمعرفة مصير الأموال التي تصرف للنادي من جيوب دافعي الضرائب، وكيفية وطرق صرفها، وإجباره على البحث عن موارد مالية جديدة، بدل انتظار أن تمطر السماء ذهبا وفضة.
مهمة ” رضوان الغازي ” كرئيس لنادي عريق مثل المغرب التطواني، لا تختلف عن مهام رؤساء جمعيات الأحياء في كيفية إدارته للنادي رياضيا وإدرايا، حيث أن الرجل لا يقدم على أي خطوة في اتجاه تعزيز الرصيد المالي للفريق وتقوية علاقاته مع رجال الأعمال والفاعلين الاقتصاديين وتشجيعهم على الانخراط في النادي بل وضم بعضهم إلى طاقم مكتبه المسير. وعلى عكس ذلك كانت سياسة الانغلاق وتشكيل المكتب الإداري من العائلة والأصدقاء وبعضهم لا تتوفر فيه صفة الكفاءة السمة الأبرز لمسار لمسيرة ” الغازي ” منذ توليه شؤون الفريق ولغاية يومنا هذا.
المدينة قادرة على منح النادي رجالا أكفاء غيورين على الأحمر والأبيض
رحيل المدرب ” اجريندو ” ومساعده ” اللويسي “ يعد مسمارا آخر يدق في نعش النادي القريب من أن نودعه إلى دار البقاء. وعلى ما يبدو أن الرجلان تحملا ما لا تتحمله الجبال بفعل سوء الأوضاع وإضرابات اللاعبين والأطر الإدارية والمستخدمون الذين التحقوا بركب الغاضبين في وفت يعمل فيه ” الغازي ” فقط على توثيق ذلك عبر مفوض قضائي كإجراء قانوني ضد المطالبة بالمستحقات وللهروب من جحيم الدعاوى القضائية التي قد تطارده مستقبلا
اليوم يتعين على السلطات بتطوان سواء المحلية والمنتخبة التي شرعت الأبواب ل” الغازي ” للخروج من محنه في مرات متعددة وهو الذي يتحمل فيها المسؤولية الكاملة باعتباره المسؤول الأول عن التعاقدات والانفصال عن اللاعبين والمدربين الذين أغرقوا الفريق بديونهم المستحقة، أن تبادر إلى التدخل الفوري والعاجل لإنقاذ ما يمكن إنقاذه قبل تطور الأمور إلى ما لا تحمد عقباه وقبل فوات الأوان.
تطوان ليست امرأة عاقر، فالمدينة قادرة على منح النادي رجالا أكفاء غيورين على الأحمر والأبيض، وقادرين على انتشاله من الغرق الوشيك. فقط ينبغي ان تكون الإرادة الجماعية حاضرة لدى السلطات التي تملك مسألة الربط والحل في هذا الأمر.