بعد الهزيمة النكراء في معركة امغالا 1976 يحكي الرئيس الجزائري السابق الشاذلي بن جديد ، كان آنذاك قائد اركان جيش الجزائر ، في مذكراته التي نشرها الكاتب عبد العزيز بوباكير عام 2011 ، أن ” بومدين ” عقد اجتماعا لمجلس قيادة الثورة للإعداد لرد عسكري ، فطلب من الشاذلي تقريرا حول جاهزية الجيش لاعلان الحرب، فرد عليه اننا غير مؤهلين لذلك و خطوط الامداد ستكون مكشوفة للطيران المغربي و هدفا سهلا له . فعوض إعلان حرب على المغرب انطلقت حملة اعلامية شعواء ضد المغرب و رموزه في الاعلام الجزائري.
نفس المشهد يكون قد تكرر بعد حادثة الشاحنات التي قُصفت في المنطقة العازلة في الصحراء المغربية نونبر 2021 (و التي اعلن عبد المجيد تبون انها لن تمر دون حساب) عقد السعيد شنقريحة اجتماعا لدراسة الرد العسكري المناسب على الحادث، اجتماع كان مشحونا خصوصا بعد اعتراض الجنرال محمد قايدي و تحذيره من تبعات الدخول في مواجهة عسكرية مع المغرب ، الاعتراض الذي كلفه منصبه وتمت اقالته مباشرة بعد ذلك و اختفائه عن المشهد، في حين اكتفى النظام الجزائري بإعلان حرب اعلامية قذرة ضد المغرب مرة أخرى .
مؤخرا وجهت وكالة الأنباء الجزائرية اتهامات لوسائل إعلام فرنسية ، قالت إنها على صلة بالمغرب، بنشر أخبار كاذبة عن الجزائر والانتخابات الجزائرية ، ويتهم البيان إذاعات فرنسية بنشر مزاعم حول سعي الجزائر لتأجيج سيناريو الحرب مع المغرب بهدف خلق جو من التوتر يتيح لها تأجيل الانتخابات الرئاسية المقررة نهاية السنة الجارية، ودعت في البيان للالتفات للقصر والملك .
في نظري الجزائر هي المعنية أساسا بالالتفات للملك، لأن ملك المغرب محمد السادس يتمتع بأخلاق سامية، و يُظهر اهتمامًا بشعبه ويعمل على تحقيق التنمية والاستقرار في بلاده و تعزيز حقوق الإنسان والتنمية الاقتصادية والاجتماعية في المملكة.
ولضمان العهدة الثانية يا ” عمي تبون ” يتطلب تحقيق عدة أهداف في العهدة الأولى، منها تعزيز المشاركة السياسية والمدنية للمواطنين، وتعزيز الشفافية ومكافحة الفساد في جميع المجالات، وتعزيز الحكامة الرشيدة وتطوير القطاعات الرئيسية للاقتصاد، مثل الصناعة والزراعة والسياحة والبنية التحتية. و تعزيز حقوق الإنسان وتحقيق العدالة الاجتماعية، بالإضافة إلى تعزيز العلاقات الخارجية وتعزيز التعاون الإقليمي والدولي لدعم التنمية المستدامة …، أما العداء للمغرب ونصرة فلسطين لن يحقق المراد .
المملكة المغربية والشعب المغربي مع استمرار نظام تبون لعدة سنوات، سواء بنظام الإنتخابات أو التوافق أو التعيين، لم يسبق قط لنظام بالجزائر أن قدم خدمات مجانية للمغرب، ففي عهد تبون تمت السيطرة على معبر الكركرات نهائيا بسبب غباءه ، وأُسقطت كافة المبادرات الجزائرية بافريقيا بسبب غباءه ، وفي عهده ستنتهي المنطقة العازلة لتُطل القوات المسلحة الملكية كل يوم على غباءه …